+
----
-لحكمة من النهي عن التشبه بالكفار..&&
(1) إن في المنع من التشبه بهم قطعاً للطرق المفضية إلى محبتهم ، والميل إليهم ، وما ستتبعه ذلك من مفسدة استحسان طريقتهم ، وتقليدهم ، والسير بسيرتهم ، إذ من المعلوم أن المشابهة لهم في أي شيء تورث نوع تناسب وتقارب كما تقضي بذلك الطبائع والفطر بين الطرفين .
(2) أن في النهي عن التشبه بالكفار محافظة على سيادة هذه الأمة وتفردها وكمالها ؛ لأن تقليدها لغيرها مما ينافي ذلك بلا شك ، وهذا التقليد للأمم الأخرى – إذا حدث – إنما يحدث في أحد أمرين فهو : إما أن يكون في باب الديانة والعبادة ، وفيه حينئذ إظهار لدين هؤلاء الباطل على حساب الإسلام ، وليس أضر على الأمة من ضعف تعظيمها لدينها واعتزازها به ، وإما أن يكون لعاداتها ، وصفاتها الأخرى ، وفي ذلك مهونة للأمة ، وذلة لأفرادها ، فلذلك كان بقاء الأمة بعيدة عن هذا من أعظم ما يفرض هيبتها ، ويظهر عزتها لأفرادها ، وللأمم الأخرى من أعدائها .
(3) إن أعمال الكفار التي ينفردون بها على اختلاف فئاتهم ، لا تسلم من النقص والخلل ؛ بل النقص ملازم لها ولابد ، وترك التشبه بها والحالة هذه سلامة مما لم يصاحب أعمالهم من النقص والخلل .
(4) إن في ترك مشابهة الكفار تحقيقاً لمعنى البراء منهم ، وبغضهم في الله تعالى ، إذ به تنكسر قلوبهم ، بخلاف ما تحدثه مشابهتهم من تقوية نفوسهم وإسعادهم بذلك ، وزيادة إصرارهم على باطلهم .
(5) إن النهي عن مشابهة الكفار ، يفضي إلى تحقيق مراد الشرع بتمييز الكفار عن المسلمين ليعرفوا ، إذ لهم أعمال خاصة ، وألبسة خاصة ، وعادات خاصة .
فلا يلتبس أمرهم على الناس ، فيخدع بهم من لا يعرفهم ، ولكي لا تتاح لهم الفرصة التي يبثون من خلالها سمومهم بسبب غياب ما يميزهم عن المسلمين ، ويساعد على إبقاء الحاجز النفسي بينهم وبين المسلمين .
علاج مشكلة التشبه بالكفار..&&
ومما يعين على علاج هذه المشكلة:
þالاعتناء بغرس عقيدة الولاء والبراء لدى الناشئة .
þإبراز الوجه الآخر من حياة العالم الغربي.
þغرس الاعتزاز بالأمة وتاريخها لدى الشباب.
þ بيان مخاطر التشبه بالكفار وأثره على عقيدة المسلم وسلوكه
_________________