احبكِ حباً لا مثيل له
أصبح ألان كبيراً ومثل أي شاب يطمح في تكوين أسرة ، قرر زيد الزواج وطلب من أهله البحث عن فتاة مناسبة ذات خلق ودين وتتمتع بجمال حتى لو كان متوسطاً ، وكما جرت العادات والتقاليد بدء أمه وأبيه بالبحث وحين وجدوا إحدى البنات وشعروا بأنها تناسبه ذهبوا لخطبتها ولم يتردد أهل البنت في الموافقة لما كان يتحلى به زيد من مقومات تغري أي أسرة بمصاهرته فهو بالإضافة الى أخلاقه العالية جميل طويل عريض المنكبين كما ان عائلته ميسورة الحال ..
وقد طلب زيد من والدته ان تصف له الفتاة قبل أن يراها لكنها قالت له وهي تمازحه الم تقل دائماً ان الجمال ليس بالأساس وإنما الجمال جمال القلب فقال لا ولكن من باب العلم بالشيء فقالت حسناً لك ما تريد،انها متوسطة الطول بيضاء عينان زرقاويتان والشعر اسود طويل وهذا زادها جمالاً فهو يظهر مفاتنها كلها فقال زيد لقد شوقتني لكي أراها يا أمي
سارت الأمور كما يجب وأتم الله فرحتهم ، وفي عرس جميل مهيب اجتمع الأهل والأصحاب للتهنئة وشيئاً فشيئاً من بعد الزواج وبمرور الأيام لاحظ المحيطين بـ زيد هيامه وغرامه الجارف لزوجته وتعلقه الكبير بها فهو لايتكلم الا عنها وبالمقابل استغرب أهل البنت عدم مفارقة ذكر زوجها من لسانها فكلما تكلمت يقول زيد او هذا رأي زيد.. نعم هم يؤمنون بالحب ويعلمون أنه يزداد بالعشره ولكن الذي لا يعلمونه أو لم يخطر لهم ببال أنهم سيتعلقون يبعضهم الى هذه الدرجة !!فقد اصبح هيام وليس حب
بعد مرور سنتين على زواجهما بدءا يواجهان الضغوط من أهاليهم في مسألة الإنجاب لأن الآخرين ممن تزوجوا معهم في ذلك التاريخ أصبح لديهم طفل أو اثنين وهم لم ينجبوا الى الان، وأخذت الزوجة تلح على زوجها أن يذهبا عند الطبيب عل وعسى أن يكون أمراً بسيطاً ينتهي بعلاج أو توجيهات طبية وذهب الاثنان وقاما بالتحليلات المناسبة وفي اليوم الثاني ذهب زيد لمعرفة النتيجة .. وهنا وقع مالم يكن بالحسبان , حيث اخبره الطبيب أن الزوجة عقيم ولا يمكنها الإنجاب
بدأت التلميحات من أهل زيد تكثر ، والغمز واللمز يزداد أكثر وأكثر الى أن صارحته والدته وطلبت منه أن يتزوج بثانية ويطلق زوجته أو يبقيها على ذمته بغرض الإنجاب من أخرى , فطفح كيل زيد الذي جمع أهله وقال لهم بلهجة الواثق من نفسه : أتظنون أن زوجتي عقيم؟! إن العقم الحقيقي لا يتعلق بالإنجاب بل بالحب الصادق وكل ما أنا متأكد منه أن الإنجاب في المشاعر الصادقة والحب الطاهر العفيف ومن ناحيتي ولله الحمد تنجب لي زوجتي في اليوم الواحد أكثر من مولود وهو حبها لي فكل كلمة تقولها لي إني احبك كأنها ولدت لي مولود جديد وأنا راضٍ بها وهي راضيه بي ولا أريدكم أن تذكروا لي هذا الموضوع مرة أخرى
فأصبح العقم الذي كان يتوقع أهله وقوع فراقهم بسببه ، سبباً اكتشفت به ألزوجه مدى التضحية والحب الذي يكنه زيد لها ..
بعد مرور أكثر من سبع سنوات قضاها الزوجين على أروع ما يكون من الحب والرومانسية بدأت تهاجم الزوجة أعراض مرض غريبه اضطرتهم الى الكشف عليها بقلق في أحد المستشفيات ، والذي بدوره حولهم الى (مستشفى ) وهنا زاد القلق لمعرفة الزوج وعلمه أن الذين يحولون إلى هذا المستشفى عادة ما يكونون مصابين بأمراض خطيرة وبعد تشخيص الحالة وإجراء اللازم من تحاليل وكشف طبي صارح الأطباء زوجها بأنها مريضة بمرض خبيث ، وأنها لن تعيش كحد أقصى أكثر من سنة بأي حال من الأحوال والأعمار بيد الله !!

ولكن الذي كان يزيد الألم والحسرة أن حالتها ستسوء في كل شهر أكثر من سابقتها , وأن الأفضل إبقائها في المستشفى لتلقى الرعاية الطبية اللازمة الى أن يأخذ الله أمانته !!

لم يخضع زيد للأطباء ورفض إبقائها لديهم وقاوم أعصابه كي لا تنهار وعزم على تجهيز شقته بالمعدات الطبية اللازمة لتهيئة الجو المناسب كي تتلقى زوجته به الرعاية فابتاع ما تجاوزت قيمته (خمسون الف دولار) من أجهزة ومعدات طبية وجهز بها شقته لتستقبل زوجته بعد الخروج من المستشفى وكان أغلب المبلغ المذكور قد أستدانه بالاضافه الى سلفه استلمها من الدائرة واستقدم لزوجته ممرضة متفرغة كي تعاونه في القيام على حالتها ، وتقدم بطلب لدائرته ليأخذ إجازه من دون راتب ، ولكن مديره رفض لعلمه بمقدار الديون التي تكبدها , فهو في أشد الحاجه لكل دولار من الراتب ، فكان أثناء دوامه يكلفه بأشياء بسيطه ما أن ينتهي منها حتى يأذن له رئيسه بالخروج ، وكان أحيانا لا يتجاوز وجوده في العمل الساعتين ويقضي باقي ساعات يومه عند زوجته يلقمها الطعام ويشربها الماء بيده ، ويضمها الى صدره ويحكي لها القصص والروايات ليسليها ولكن وكلما تقدمت الأيام زادت الآلام ، والزوج يحاول جاهداً التخفيف عنها ..

وفي يوم مساءاً كان الجو ممطراً وصوت زخات المطر حين ترتطم بنوافذ الغرفة يرقص لها القلب فرحا فالمطر نعمة من نعم الله علينا...أخذ زيد يداعب حبيبته ويتغزل في عينيها ، فنظرت له نظرة المودع وهي مبتسمة له وقالت أدنو مني ياحبيبي فدنا منها وجلس بقربها فقالت له أريد ان أقول لك سراً أخفيته كل هذه السنين فقال متعجباً وماهو هذا السر قالت افتح هذا الجرار ففتحه واخرج منه زجاجة عطر قالت اتعلم ما هذه فسكت وأجابته انها أول زجاجة عطر أهديتها لي بعد زواجنا كما انني أريد ان أقول لك شيئاً أخرانني لست انا العقيمه بل انك أنت العقيم وليس أنا ففتح فمه ثم قال ولكن الطبيب فقاطعته وقالت لقد عرفت النتيجة من أول يوم فأرسلت احدهم لكي يتفق مع الطبيب ويقول لك إنني انا العقيمة كما إنني أريدك ان تقول لوالدتك إنني أسامحها على كل شيء قالته او فعلته واخيراً قبلته قبلة طويلة وقالت احبك أحبك ... فنزلت الدمعة من عينه لإدراكه بحلول ساعة الفراق... وشهقت بعد ابتسامتها شهقة خرجت معها روحها وكادت تأخذ من هول الموقف روح زوجها معها !! بكى زيد عليها بكاءً شديداً وأبكى الجميع عليها حتى من كان لايعرفها لكلماته التي كان يرددها عند التشييع
انتهى

تسلمي

مشششششششششكورهه